بعد استشهاد الشابة ريّا الشدياق في 22 أيلول من العام 2017 وانتقالها إلى الملكوت السماوي، ملكوت الحبّ والسلام، ها هي تُخاطبنا من السماء وتذكرنا بما كانت تقوله القديسة تيريزيا الطفل يسوع: “حين أموت، سأرسل من السماء أمطار ورود على الأرض، وسأقضي سمائي بفعل الخير على الأرض”. فالشهيدة الشابة ريّا الشدياق هي أيضًا رسولة الفرح والمحبّة اللذَيْن لم يفارقا حياتها على الأرض. 

 وقد تركت لنا علامات جميلة منها: رغبتها في بناء كنيسة للقديسة ماريا غورتّي شهيدة النقاوة والطهارة ورسولة المحبّة والرحمة، في بلدتها مزيارة في شمال لبنان؛ ورغبتها في صلاة مسبحة القلوب الورديّة التي تعكس روح الحياة التي عاشتها ريّا على الأرض، من خلال محبّتها النقيّة المجانيّة وعطفها على الفقراء واندفاعها لخدمة الغير أكانوا أصدقاء أم غرباء. وهل أجدر وأحقّ من قلوب يسوع ومريم ومار يوسف بتلاوتنا لهذه المسبحة؟! فقلوبهم تجسّد الطاعة الكاملة للمشيئة الإلهية والإمتلاء الأبدي من الحبّ الإلهي.  

هذه القلوب ورديّة اللون لأنّها مغمورة بالدم والماء اللذين تدفّقا من جنب يسوع على الصليب كنبع رحمة وخلاص لنا. إنها مسبحة قلوب العائلة المقدّسة التي كانت ريّا تنتمي إليها، كتلميذة لراهبات العائلة المقدّسة المارونيّة، وهي مسبحة المشيئة الإلهية التي قالت عنها ريّا: “إن الله وحده يعرف التوقيت المناسب والمثالي، فكمال الوقت مشيئته وحده!” 

اللقاء بين أنطونيا سالزانو أكوتيس وماري دينا الشدياق

في الثامن من شهر أيّار من العام 2023، كان اللقاء الرائع، في مركز كارلو أكوتيس الذي افتتحه والدا الشاب الطوباويّ، والذي يقع على إحدى التلال الخلّابة في مدينة أسيزي العريقة.
ما أجمل التقارب بين الأمهات اللواتي اختبرنَ وجع إكليل الشوك الذي أزهر مجدًا وقيامة وحياة أبديّة…
هكذا اجتمعت أنطونيا سالزانو أكوتيس، والدة الطوباويّ كارلو أكوتيس، مع ماري دينا الشدياق، والدة الشهيدة ريا فرانسوا الشدياق، في لحظات بدت وكأنها تتخطّى الحدود الأرضية، بل وكأنها أشبه بحضن الملكوت السماويّ.

ريّا وكارلو أكوتيس

اختارت منصّة R.A.Y.A (شبيبة ريّا رسل الورديّة والسجود) الطوباويّ كارلو أكوتيس شفيعًا لها.

هناك عدة عوامل يجب أخذها بعين الاعتبار، كونها عوامل مشتركة بين الطوباوي كارلو أكوتيس والشهيدة ريّا الشدياق:
منها عام 1991 الذي يصادف سنة ميلاد كلّ منهما.
علاوةً عليه فإن منصّة R.A.Y.A خاصة بالشبيبة، وبالتالي نجد عددًا قليلًا من القدّيسين المرشّحين الذين يمكنهم منافسة الطوباوي كارلو أكوتيس بالقداسة إن صحّ التعبير: باعتباره من جهة قدّيسًا شابًا، وبسبب دعوته الدؤوبة للشبيبة لصلاة المسبحة الورديّة والسجود للقربان الأقدس من جهة أخرى. كل هذه المعطيات تجعل من الطوباويّ أكوتيس الشخصية المثالية لمنبر منصّة ريّا المباركة.

أقوال من كارلو أكوتيس

  • يجب أن يكون هدفنا هو اللامحدود وليس المحدود. الأبدية هي وطننا. لطالما كنا مُنْتَظَرين في السماء.
  • عندما نقف أمام الشمس نسمرّ. عندما نضع أنفسنا أمام يسوع في الإفخارستيا، نصبح قديسين.
  • بعد القربان المقدس ، الوردية هي أقوى سلاح لمحاربة الشيطان … الوردية هي أقصر طريق للصعود إلى السماء.
  • أن أتحد دائمًا بيسوع ، هذا هو برنامج حياتي.

قناة منصّة R.A.Y.A

مسبحة الحبّ الإلهي والمشيئة الإلهية 

إن منصّة RAYA “شبيبة رسل الورديّة والسجود”، تدعونا لنشارك في صلاة هذه المسبحة المباركة من أجل أن يتمجّد الربّ في إظهار قداسة ريّا الشدياق. كما نتمنّى تلاوتها بعد مسبحة سيّدة فاطيما أو أحد أسرار الورديّة المقدّسة، بين يومي الخميس والجمعة من أيام الأسبوع، ذلك أنّ الشابة ريّا الشدياق إستُشهدت في ليل الخميس فجر الجمعة. من المفيد هنا أن نذكّر بأن ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح، طلب من القديسة مارغريـت-ماري ألاكوك رسولة قلبه الأقدس، أن تصلّي ساعة “الجتسمانية” المقدّسة، وهي الأحبّ الى قلبه الوديع والمتواضع. 

 الساعة المقدّسة تبدأ يوم الخميس عند الساعة 11 ليلاً لتنتهي عند منتصف الليل. وهي جزء من ساعات النزاع في بستان الزيتون التي تمتد بين الساعة 9 ليلاً ومنتصف الليل تليها محطّة توقيف يسوع عند الساعة الأولى من فجر يوم الجمعة. 

نهدي “مسبحة الحبّ الإلهي والمشيئة الإلهية” (المعروفة أيضًا ب “مسبحة القلوب الورديّة”) إلى روح شهيدتنا الحبيبة ريّا، وأرواح شبيبتنا الشهداء في لبنان والعالم. إذ أنّه لا يمكن أن نكون قدّيسين دون حبّ.

وكما قال بابا الشبيبة، القديس يوحنا بولس الثاني: 

“أيها الشباب الأعزاء، كونوا قديسين لأن نقص القداسة هو ما يجعل العالم حزينًا! … وإليكم يوكل الله المهمة الصعبة، وإنّما المحمِّسة، التي تقوم على التعاون معه لبناء حضارة الحبّ”. 

تسبيح الثالوث الأقدس

مسبحة الحبّ الإلهي والمشيئة الإلهية من أجل قداسة الشبيبة والعائلة

  1. رسم إشارة الصليب باسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين
  2. على الحبّة الكبيرة تحت الصليب، نتلو صلاة نشيد الحبّ: 

بشركة مع الكنيسة المجاهدة على الأرض، بشفاعة الملاك ميخائيل، إكرامًا لجروحات الوجه الأقدس وآلام المسيح السرّيّة. 

أبانا الذي في السماوات، ليتقدّس إسمك، ليأتِ ملكوتك، لتكن مشيئتك، كما في السماء كذلك على الأرض. أعطنا خبزنا كفاف يومنا، واغفر لنا ذنوبنا وخطايانا، كما نحن نغفر لمن خَطِئ إلينا. ولا تُدخلنا في التجارب. لكن نجّنا من الشرير. لأن لك الملك والقوة والمجد إلى أبد الآبدين. آمين.

السلام عليك يا مريم، يا ممتلئة نعمة الرب معك. مباركة أنتِ في النساء ومباركة ثمرة بطنك سيدنا يسوع المسيح. يا قديسة مريم، يا والدة الله، صلّي لأجلنا نحن الخطأة، الآن وفي ساعة موتنا. آمين. 

ألمجد للآب والإبن والروحِ القدس، كما كان في البدء والآن وعلى الدوام وإلى دهر الداهرين، آمين. 

بشركة مع الكنيسة المتألّمة في المطهر، بشفاعة الملاك روفائيل، إكرامًا لجرح الكتف الأقدس ليسوع المسيح.

نتلو مرّة الأبانا والسلام والمجد. 

بشركة مع الكنيسة المنتصرة في السماء، بشفاعة الملاك جبرائيل، إكرامًا لجروحات المسيح الخمسة المقدّسة.

نتلو مرّة الأبانا والسلام والمجد. 

نصلّي هذه المسبحة مع ملائكتنا الحرّاس بشفاعة العائلة المقدّسة، وبشركة مع أجواق الملائكة وجميع القدّيسين بخاصّة القدّيسة ماريا غوريتّي والطوباوي كارلو أكوتيس :   

البيت الاول 

البيت الثاني 

البيت الثالث

أيها الآب الأزلي، باسم يسوع المسيح وبقوّة الروح القدس، إجعل قلوبَنا عرشًا للثالوث الأقدس. 

 يا قلب مريم الطاهر، أغمر قلوبنا! 

يا يسوع الكليّ المشيئة الإلهية وكلمة الحبّ الإلهي،
أغمر العالم بدمك الثمين، خلاصًا للنفوس! 

يا مريم ملكة المشيئة الإلهية وسيّدة الحبّ الإلهي، 
أغمري العالم بشُعلة مَحَبَّتِكِ المملوءة بالنِعَم! 

البيت الرابع

أيها الآب الأزلي، باسم يسوع المسيح وبقوّة الروح القدس، إجعل قلوبَنا عرشًا للثالوث الأقدس. 

 يا قلب يسوع على الصليب، أغمر قلوبنا! 

يا يسوع الكليّ المشيئة الإلهية وكلمة الحبّ الإلهي، 
أغمر العالم بدمك الثمين، خلاصًا للنفوس! 

يا مريم ملكة المشيئة الإلهية وسيّدة الحبّ الإلهي، 
أغمري العالم بشُعلة مَحَبَّتِكِ المملوءة بالنِعَم! 

 البيت الخامس

أيها الآب الأزلي، باسم يسوع المسيح وبقوّة الروح القدس، إجعل قلوبَنا عرشًا للثالوث الأقدس. 

 يا قلب يسوع في القربان، أغمر قلوبنا! 

يا يسوع الكليّ المشيئة الإلهية وكلمة الحبّ الإلهي،
أغمر العالم بدمك الثمين، خلاصًا للنفوس! 

يا مريم ملكة المشيئة الإلهية وسيّدة الحبّ الإلهي، 
أغمري العالم بشُعلة مَحَبَّتِكِ المملوءة بالنِعَم! 

فعل التكريس

في ختام مسبحة الحبّ الإلهي والمشيئة الإلهية، نتلو الصلاة: 

أيها الربّ يسوع المسيح، يا ابن الآب الأزلي، أرسل روحك على الأرض. أسكِنه في قلوب جميع الشعوب، لكي يُحفظوا من الفساد والكوارث والحروب، لتكن الطوباوية مريم العذراء أم الكنيسة والبشرية، محاميةً لنا، آمين. 

أيها الثالوت الأقدس أكرّس كلّ كياني لمشيئتك العَلِيّة ولحبّك اللامتناهي.  

أيها الآب الأزلي، باسم يسوع المسيح، إمنحنا مواهب الروح القدس التي تملأ قلوب المؤمنين بأنوار الحبّ الأسمى، فنكرّس كلّ نبضة من قلوبنا للمشيئة الإلهية والحبّ الإلهي.  

يا قلب يسوع الأقدس، إجعل إرادتي تستسلم لغَمْر إرادتك، ودَعْ حبّي يعانق حبّك، ليتّحد قلبي بقلبك.  

يا قلب مريم الطاهر، عرش المشيئة الإلهية والحبّ الإلهي، أكرّس لك كلّ ذاتي وحياتي. 

يا قلب مار يوسف العفيف، وحارس الفادي، كن حارسًا على قلبي!